اقتباسات من كتاب النظرات للمنفلوطي

 

كتاب النظرات

نلتقي معكم أصدقائي الأعزاء مع اقتباس جديد من كتاب مفيد نتشاركه معكم، ونشارككم شغفنا بقراءة الكتب المميّزة التي توسّع آفاقنا وتوقظ في نفوسنا حبّ اللغة العربية

 حسبك من السعادة كتاب ككتاب النظرات للمنفلوطي.

أترككم مع عبارات راقت لي ... من كتاب " النظرات" لمصطفى لطفي المنفلوطي" 

" لا فرق بيني وبين الغنيّ، إلا أنّ الناس لا ينهضون إجلالا لي، إذا رأوني ولا يمدّون أعناقهم نحوي إن مَررتُ بهم، وأَهْوِنْ بهِ من فرق لا قيمة له عندي، ولا أثر له في نفسي، وما يعنيني من أمرهم، إن قاموا أو قعدوا أو طاروا في الهواء، أو غاصوا في أعماق الماء، ما دُمتُ لا علاقة بيني وبينهم، وما دمتُ لا أنظرُ إليهم إلا بالعين التي ينظرُ بها الإنسان إلى الصّور المتحرّكة."

" الإنسان سعيدٌ بفطرتِه، إنّما هو الذي يجلبُ بنفسه الشّقاء إلى نفسه، يشتدّ طمعهُ في المال، فيتعذّر عليه مطمعَهُ، فيطولُ بكاؤه وعناؤهُ، ويعتقد أن بلوغ الآمال في هذه الحياة حقٌّ من حقوقه، فإذا أخطأَ سهمُهُ والتوَى غرَضُه، أَنَّ، وشكَا شِكَاة المظلوم من الظالم."

" من أراد أن يطلُبَ السّعادة، فليَطلبْها بين جوانب النّفس الفاضلة، وإلا فهو أشقى العالَمين، وإن أحرزَ ذخائر الأرض، وخزائن السّماء."

" كأنّما يحسبون أنّ الفواجع والرّزايا صفقاتٍ تجارية، إذا قاس فيها المرءُ ربْحَهُ بخُسرانٍ ووازنٍ بين دخْلهِ وخَرْجِه، هانَ عليهِ هذا لذاك، واغتفر ما فات لما هو آت، ولا يعلمون أنّ الحُزن على الذاهب المفقود إنّما هو زفرةٌ من زفرات الحبّ، أو نفثةٌ من نفثات الودّ، ولا دخْلَ للحساب والمعاوَضة في شيء من ذلك، وأنّ أقسى الآباء قلبًا، وأصلبهم فؤادا، لو ساوَمَهُ مساوِمٌ في فلذة كَبٍده، ووضع تحت قدميه خزائن الأرض والسّماء، لكَان رأيه في ذلك رأي ابن الروميّ في قوله:

وما سرّني إن بعتُهُ بثوابهِ         ولو أنّه التّخليدُ في جنّة الخُلدِ

" ليست جناية المستبٍدّ على أسيرِه أنّه سلَبَه حرّيته، بل جِنايتُهُ الكبرى عليه أنّه أفسدَ عليه وجدانه، فأصبح لا يحزَن لفَقْدِ تلك الحريّة ولا يذرف دمعة واحدة عليها."

" لو عرف الإنسان قيمة حرّيته المسلوبة منه وأدرك حقيقة ما يحيط بجسمه وعقله من السّلاسل والقيود، لانتحَرَ البلبلَ الذي حَسبَه الصيّادُ في القفص وكان ذلك خيرًا له من حياة لا يرى فيها شُعاعا من أشعّة الحريّة ولا تخْلصُ إليه نسْمةٌ من نسماتها."

" الحريّة شمسٌ يجب أن تُشرقَ في كلّ نفسٍ، فمن عاش محروما منها، عاش في ظلمة حالكة يتّصل أوّلها بظُلمة الرّحم، وآخِرها بظُلمة القبرِ."

" ليست الحرية في تاريخ الإنسان حادثا جديدا، أو طارئا غريبًا، وإنّما هي فطرته التي فُطِر عليها مذْ كان وحشًا يتسلّق الصخور، ويتعلّق بأغصان الأشجار."

" إنّ الانسان الذي يمدّ يدهُ يطلُبُ الحرية ليس بمتسوّلٍ ولا مستجْدٍ، وإنّما هو يطلب حقّا من حقوقه سلَبَتهُ إياها المطامعُ البشرية، فإن ظفِر بها فلا منّة لمخلوقٍ عليه ولا يدَ لأحدٍ عنده."

" السّببُ في شقاء الإنسان أنه دائما يزهد في سعادة يومه، ويلهو عنها بما يتطلّع إليه من سعادة غَدِه، فإذا جاء غدُهُ اعتقد أنّ أمْسَهُ كان خيْرًا من يومه، فهو لا ينفكّ شقيًّا في حاضره وماضيه."

"لا أعرف أحدا بين الناس يستطيع أن يرسم لي خطّة سعادتي كما أرسمها لنفسي"

" ولو أنّك أجْمَلت في أَمَلِك لما غلَوْتَ في حُزْنك، ولو كنتَ أمعَنت نظرك فيما تراءى لك لرأيت برْقًا خاطفًا ما تظنّه نجما زاهرًا، وهنالك لا يبهِرُك طلوعه فلا يفجِعُكَ أفُولُه."

" مَثَلُ المتعلّم غير المتأدّب كَمَثَلِ شجرة لا تورِقُ لا تُثمرُ، فلا النّاس بظِلّها يستظلّون

 ولا هم من شرّها ناجون."

" ليس من صواب الرأي أن يجعل الإنسان حالة عيشِه ميزانا يزنُ به أخلاقه، فإن اتّسع عيشُه اطمأنّ إليها وإن ضاق أساء الظنّ بها، فكم رأينا بين الفاضلين أشقياء، وبين الأرذلين كثيرًا من ذوي النعمة والثراء."

" أكثرُ النّاس يعيشون في نفوس النّاس أكثر ممّا يعيشون في نفوس أنفسهم، أي أنّهم لا يتحرّكون ولا يسكُنون، ولا يأخُذون ولا يدَعون، إلا لأن النّاس هكذا يريدون."

" ما أعظم جريمَة الأُمَّة التي لا يموت فيها جوعًا غير شرفائها وأعفّائها."

النظرات كتاب نقتبس منه لحظات الحياة الجميلة التي عشناها وتشاركناها بغير إرادة منّا، ذلك أنّ ما عبّر عنه المنفلوطي داخل كتابه يحكي قصّتك وقصّتي بلمسة سحرية من روعة التعبير وجمال الوصف.

*****

*****