آخر المقالات

هل تعرف من هي صاحبة الجلالة؟


اللغة العربية

من هي صاحبة الجلالة؟

           اللغة العربية هي لغة من اللّغات القديمة والتي سمّيت باللّغات السامية نسبة إلى سام بن نوح ـ عليه السلام ـ وهي من أقدم اللغات الحيّة في العالم، فقد أمضت من الزمان ما يزيد عن 1600 سنة منتشرة في أرجاء المعمورة. والجدير بالذّكر أن اللّغة العربية هي اللّغة السامية الوحيدة الباقية حتّى يومنا هذا من بين نظيراتها من اللّغات السامية الأخرى والتي لم يبق منها سوى بعض الآثار المنحوتة على الصخور.

       معلوم أنّ لغتنا العربية هي أفصح اللّغات وأبْيَنِها على الإطلاق، وأوسعها وأجلاها، وأحلاها وأعلاها، وأكثر
تأدية لمعاني العلوم، وأدقّها تعبيرا عمّا يجول في أعماق النّفوس، وما نزَل القرآن كمعجزة إلا بأطيب لغة. وقد جمعت
لغتنا العربية إلى كونها لغة الدّين والعبادة، أنّها غدت لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة على اختلاف أشكالها سواء أكانت فارسية أم يونانية أم هندية، وجمعت بينها في انسجام قلّ نظيره، فأصبحت لغة ممثّلة للحضارة، بدليل وجود آلاف الكلمات العربية في اللغات الغربية.

اللغة العربية

عالمية اللّغة العربية

           تحيا اللغة بحياة الأمم، وبموتها تموت هذه أو تلك، ولا مُشاحة في ذلك، فاللّغة هوية وجود الأمّة، وتؤكّد الشواهد كم من أمّة تلاشت واضمحلّت بسبب اندثار لغاتها، والعكس فكم من أمّة بقوّة ثقافتها إنتاجها للفكر والعلم ترسّخت لغتها بين أهلها وانتشرت خارج حدودها. 

           رغم تعالي بعض الأصوات التي تحذّر من افتقار اللغة العربية لروح الإبداع والطموح، إلا أنّ كلّ ذلك لا يعدو أن يكون محاولة يائسة للحطّ من قيمتها لكن هيهات فاللغة العربية عروس اللّغات وسيّدتها المتوّجة، ويكفيها شرفا وفخرا أنها لغة القرآن الكريم، والتي استطاعت بثمانية وعشرين حرفا استيعاب كتاب الله تعالى بآياته وسوره لهذا لن تضيق هذه اللّغة ولن تعجز أبدا عن وصف أي آلة أو جهاز، فاللّغة العربية روح اللّغات وعطرها الذي يفوح سحرا وجمالا.

            باتت اللغة العربية تحتلّ مرتبة متقدّمة بين أكثر اللّغات العالمية استعمالا، إذ حسب آخر الإحصائيات فإن قرابة 300 مليون نسمة يتحدّثون اللغة العربية كلغة أولى وحوالي 250 مليون نسمة كلغة ثانية، وهي تعدّ من أسرع اللّغات نموّا في عدد الناطقين بها، إذ تضاعف مستعملو اللّغة العربية أكثر من 10 أضعاف بين العام 2000 و2007 .

             لقد ساهمت الحضارة العربية والإسلامية في عملية نموّ وتطوّر الإبداع الحضاري العالمي، كما أثبتت اللّغة العربية أنّها قادرة على استيعاب كلّ ثقافات الأرض، فقد أصبحت لغة العلم والحضارة في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وأبدعت هذه اللّغة حضارة إنسانية راقية، أضاءت بنورها ظلمات العصور الوسطى في العالم، فبزغ فجر النهضة في أوروبا على أساس من التراث العربي الإسلامي الذي تكتنفه اللّغة العربية بغزارة مفرداتها واتّساع معانيها.


اللغة العربية

سحر وبراعة صاحبة الجلالة

          لم يأسِر سِحرُ وجَمالُ اللّغة العربية عقول وقلوب محبّيها وعشّاقها من أبنائها فقط، بل امتدّ ليشمل كثيرا من المستشرقين الذين عبّروا عن انبهارهم وتقديرهم لهذه اللّغة الخالدة التّي تنفرد دون غيرها من اللّغات بالفصاحة والبلاغة والسّعة والبيان.

          وبما أنّ لغتنا العربية هي لغة البلاغة والبراعة والفصاحة والبيان فهذه بعض النماذج من أبيات شعرية برزت فيها براعة العربية وتفرّدها. فلنتمعّن جيّدا هذه الأبيات الغريبة والطريفة في الوقت نفسه لنرى مدى مرونة وثراء لغتنا الخالدة:

ـ بيتان شعريان غريبان ـ

      هذا البيت الشعري لا يتحرّك اللّسان عند قراءته:

 آبَ همِّي وَهَمَّ بِي أحبابــي
هَمُّهُمْ ما بِهم وهَمِّي ما بِي


     وهذا البيت الشعري لا تتحرّك الشّفتان عند قراءته:

 قَطعنا على قطعِ القَطا قَطْع ليلةٍ
سراعا على الخيْل العتاقِ اللّاحقِ

     هذه أبيات من الشعر لكن فيها العجب العجاب و فيها احتراف وصناعة للشعر:
ألوم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذا كلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال

الغريب في هذه الأبيات أنّك تستطيع قراءتها أفقيا ورأسيّا


قالوا عن اللغة العربية

  • المستشرقة الألمانية زيفر هونكه: كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة .
  • الفرنسي وليام مرسيه: العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنّت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف والصور.
  • الفرنسي وليام ورك: إن للعربية لينا ومرونة يمكّنانها من التكيّف وفقا لمقتضيات العصر.                        
  •  المستشرق البلجيكي جورج ساتون: إن اللّغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النّفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السّهل وتوضيح الواضح. 
  • الفرنسي إرنست رينان: اللّغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة. 
            
        اللغة العربية أو صاحبة الجلالة شجرة وارفة الظلال، يستظلُّ فيها الجمال والإبداع، وتحتضن عصافير التميز والألق، وتمنح من نهر عطائها المتجدد أجمل الثمار، وهي لغة ذات جذورٍ ممتدة، وأغصانٍ متينة، ترفع هامتها للسماءِ بكلّ ثقة، ولهذا كان لزاما علينا أن نفتخر دائما وأبدا بأنّنا أبناؤها ونشكر اللّه أن شرّفنا بها.






      المصادر: 
  1. موقع : http://www.m-a-arabia.com/
  2. موقع: https://www.almrsal.com/
  3. موقع: https://sotor.com/
  4. موقع: https://www.edarabia.com/

                                                                                                       







ليست هناك تعليقات